صوت الخطوات
دخلت بالراحة، بتلفّت حواليّا، أنا مُتأكّد إن الصوت المرة دي جه من جوا، دُست على حاجة في الأرض، وطيت.. قربت منها ومسكتها..
خلة سنان!
قبل ما أقوم من مكاني.. شُوفتهم..
رجلين بيقرّبوا مني، رفعت عيني وشُفتهم، حاولت أهرب بس الخوف كان متملِّك مني، الرعشة كانِت مسيطرة على جسمي كُله..
كانوا واقفين أدامي كُلهم..
الشاب المُت،ـحرّش صاحِب المشط..
العم الظالِم اللي كل ورث ولاد أخوه..
الزوجة والخاين اللي قت،ـلوا البرئ بسبب الطمع..
وشوشهم متدارية في الضلمة، بس عينيهم بتلمع، بيقرَّبوا مني بالراحة، رجعت لورا زحف وأنا بدوَّر على أي حاجة أدافِع بيها عن نفسي، بس مفيش.. مش لاقي حاجة..
صرخت فيهم: " أنتم تستاهلوا.. أنتم تستاهلوا اللي حصل لكم.. "
سمعت صوت من ورايا بيقول: " بس نستاهل كمان فرصة تانية "
بصيت ورايا وشُفتهم، كانوا ورايا.. بصيت أدامي تاني وملقيتش ليهم أي أثر، غيَّرت اتجاهي.. ازاي وصلوا ورايا بالطريقة دي!
بدأت أرجع لورا وأنا بترعش، مش عارِف أقول لهم إيه، مش لاقي كلام.. لساني مشلول من كُتر الخوف..
بدأوا يردِّدوا بصوت مُخيف: " نستاهل فرصة تانية.. نستاهل فرصة تانية "
هزَّيت راسي، حاولت أسد وداني، صوتهم كان عالي، كان جاي من كُل مكان، كان جوا دماغي، أنا مش قادر أتحمّل.. لازِم أهرب من هنا..
بس هُمّا واقفين بيني وبين الباب.. وبالتالي مفيش قدامي إلا حل واحِد بس..
أنُط من الشباك..
الشباك اللي بيطُل على الحديقة اللي دفنتهم فيها كُلهم
بعد ما قتلتهم!
غمضت عينيَّا ونطيت بسُرعة، وقعت على الأرض، جسمي كُله وجعني بس لمَّا فتحت عينيَّا، لقيت إني واقِع فوق قبر منبوش، قبر مدفونين فيه الأربعة.. مسكوني وبدأوا يشدوني لتحت، مكُنتش قادِر أهرب منهم، شدوني معاهم جوا القبر وهُمّا بيردّدوا
بصوت مُخيف: " نستاهل فرصة تانية.. نستاهل فرصة تانية "
تمت...