صوت الخطوات
صوت الخطوات اللي بيصحيني كُل يوم وهو بيتحرَّك في البيت دا بالنسبة لي مُمكِن يكون أكتر حاجة مُرعِبة!
بالنسبة لأي حد فيكم مُمكِن يكون حاجة عادية أو طبيعية.. أصل مُمكِن يكون حد من اللي ساكنين معاك في البيت، مُمكِن يكون حد من الجيران بيتحرَّك في بيته عادي والصوت واصل لك عشان هدوء الليل، مُمكِن يكون أي حاجة..
بس بالنسبة لواحِد زيي.. دي أكتر حاجة مُرعِبة في الدنيا..
وهفهّمك ليه..
أنا عايش لوحدي على حدود قرية من القُرى الريفية، على حدود طريق سريع مهجور..
من حوالي عشر سنين.. كان الطريق دا واحِد من أكتر الطُرق الزحمة اللي في البلد، لكن دلوقتي بعد ما عملوا الطريق الجديد دا بقي طريق مهجور..
عايش لوحدي في بيت مكوَّن من دورين، أقرب جيران ليَّا على بُعد نُص ساعة تقريبًا بالعربية أو ساعتين تقريبًا مشي..
بس كدا أحسن.. أنا بكره الناس وببعِد عنهم على أد ما أقدر..
عارف.. عارِف إن فيه أسئلة كتير بتدور في دماغ كُل واحِد فيكم دلوقتي..
أنا ليه وصلت للمرحلة دي؟
عايش إزاي في مكان مقطوع زي دا؟
والسؤال الأهم.. هعمل إيه دلوقتي في موضوع الخطوات اللي بتتحرَّك في بيتي كُل يوم بالليل دي!
ومتقلقش.. هجاوبك على الأسئلة دي واحِد واحِد..
أولًا: أنا بشتغل على الإنترنِت، شُغلي كُله من البيت، ومُرتبي بيوصلني على حسابي في البنك أول بأول، فمش محتاج أسيب البيت تحت أي ظرف من الظروف، وأي شُغل بيطلُب مني أسيب البيت لأي سبب من الأسباب.. برفضه تمامًا، أنا كدا مرتاح..
ثانيًا: كلمة السر في استمراري بالشكل دا لحَد دلوقتي هو أعز أصدقائي، بحوّله له مبلغ من حسابي في البنك عن طريق أبلكيشن على الموبايل، وببعت له على الواتس آب ليست بكُل حاجة محتاجها، وبنكرَّر الموضوع دا شهر بشهر، بحيث إنه بييجي مرة واحدة بس كُل شهر يجيب لي كُل حاجة بحتاجها ويسيبها قدام الباب ويمشي، وأنا عارِف قد إيه هو بيحبني وبيحترمني.. عشان عُمره ما حاوِل أبدًا إنه يقتحم عُزلتي ويطلب يقابلني أو يشوفني، دا غير المبلغ المُحترم اللي بياخده مني مُقابل إنه يعمل كدا يعني..
ثالثًا بقي: ودي الحاجة اللي هتاخُد مني وقت طويل شوية عشان أشرحها لكم، أنا ليه اخترت العُزلة دي؟
وليه مرتاح في الحياة دي؟ وإيه اللي وصَّلني للقرار دا؟
***