هل يجوز دفن المصحف معي

موقع أيام نيوز

وقال في التاج والإكليل لمختصر خليل: الموصى به كل ما يملكه من حيث الوصية به، فتخرج الوصية بالخمر وبالمال فيما لا يحل صرفه فيه. انتهى. 

فالحاصل أنه لا يشرع هذا الفعل، ولا ينفع الإنسان في قبره إلا ما قدم من الأعمال الصالحة، والدعاء له وما يهدى له من ثواب الأعمال الصالحة من قراءة القرآن ونحوها. 

والله أعلم.                                                                                                        وقد أجاز العلماء حرق النسخ التالفة من المصحف إذا تعذر استخدامها، أو دفنها في مكان طاهر صيانة لها حتى لا توطأ بالأقدام أو تلقى على الأرض، فقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى أن الصحابة أحرقوا الصحائف المشتملة على الآيات القرآنية بعد تمام النسخ

كنت في منزل والدي؛ فوجدت جزءًا من صفحة فيها قرآن، كانت مغبرة جدًّا، ومتسخة، فمسحتها، لكنها بقيت متسخة؛ فحفرت في حديقة المنزل وحر0قتها، ثم دققتها بحجر ودفن0تها، وتذكرت أن والدي من عادته في الزراعة أن يخلط التربة بسماد هو عبارة عن رو0ث الأغنام، وذلك على الأغلب منذ سنوات، وعندما حفرت الأرض لم أر أي روث أو فضلات، وإنما كانت التربة تميل للسواد في بعض أجزائها، والسواد سببه -على ما أظن- أوراق النبات التي تحللت حديثًا، وشككت في نج0اسة التربة، وكان يصعب عليّ إزالة التراب، وفرز فتات الورقة المحر0وقة بعد وضع التراب عليها؛ فقمت بصب الماء عليها، فهل عليّ وزر بترك الوضع على ما هو عليه؟ علمًا أني لم أتأكد من دق كل أجزاء الورقة، وذهاب ماهية الحروف، وأشعر بالخوف من الذنب، ولا أجرؤ على فعل شيء. جزاكم الله خيرًا.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا نرى عليك حرجًا فيما فعلت، بل نظن أنك مأجورة عليه؛ لأن قصدك هو صيانة هذه الورقة التي تحتوي قرآنًا.

والدف0ن هو أحد طرق التصرف في أوراق المصحف القديمة وأنت حرقت الورقة قبل دف0نها، والإحراق وحده كاف في التخلص من التالف من أوراق المصحف، فكيف إذا انضم إليه الدف0ن؟  .

وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن كيفية التخلص من القرآن والمصاحف المستهلكة؟

فأجابوا بقولهم: ما اندرس من أوراق المصحف الشريف؛ فإنه يحرق، أو يد0فن في مكان طاهر؛ صيانة له من الامتهان، وكما فعل الصحابة -رضي الله عنهم- بالمصاحف التي استغنوا عنها عندما كتب مصحف عثمان -رضي الله عنه-. اهـ.

وما ذكرت من أمر الر0وث، لا اعتبار له؛ لأنه خالط الأرض، ولم يتميز حتى يجتنب، ومع طول المكث والمدة، لا يبقى له أثر، كما هو معروف، وقد قالت السائلة: (وذلك على الأغلب من سنوات) والله أعلم.                         

تم نسخ الرابط